تحية الأحرار
«تحت عنوان “سائليني يا شآم”، وبمناسبة الاحتفال بدمشق “ عاصمة للثقافة العربية 2008”، أقام مركز “تواصل” الثقافي، مساء الجمعة 2008-9-19، أمسية ثقافية فنية في مبنى “بيت الشعب” في “بقعاثا” وقد أوحى لي ذاك اللقاء بالأبيات التالية. من الجدير بالذكر أن مطلع القصيدة مستوحى من قصيدة حافظ إبراهيم “لمصر أم لربوع الشام تنتسب”:
لِذُرَى الجليل أمِ الجولان تَنتَسِبُ هنا العُلَى وهناك اليُمنُ والأدبُ
منازلٌ لبني معروف يقطُنُها أشبالُ عُربٍ بهم قد عزَّت العربُ
فُرسانُ صِدقٍ وإفضالٍ ومَكرُمَةٍ فِعالُهِم في ذُرَى الجَوزاء تُكتَتَبُ
الحَزمُ والعَزمُ والمعروفُ رائِدُهُم غَيرَ المَحامِدِ والأمجاد ما كَسِبوا
الحِلمُ والجودُ من أدنَى طَبائعهم وللتَّواضُعِ في عَليائهم نَسَبُ
التَمَّت جُموعُهُمُ في يوم مَأثَرةٍ يغلي بداخِلها كالمِرجَل الغَضَبُ
تُهدي السَّلامَ لِأهلٍ في دمشق وقد عَزَّ الوُصولُ وَحالَت بينهم حُجُبُ
جُدرانُ شَوكٍ بناها البَغيُ عن كَثَبٍ كَيْما تُذِلُّ وتَستَعدي وتَغتَصِبُ
خَسِئتَ يا بَغيُ ما لانَت قَناتُهُمُ على الدُّهور ولا كَلَّت لَهُم عُضُبُ
الشّام عَمَّتُهُم والقدسُ خالَتُهُم تَفديهُما مُنهُمُ الأرواحُ والنَّشَبُ
سُلطانُهُم في جَبينِ الدَّهرِ مَفخَرةٌ تَسري على هَديِهِ الأجيالُ والحِقَبُ
زانَت مَناقِبُهُ شُمَّ الجِبالِ وقد سارُ الحداة بها فاهتَزَّت السُّحُبُ
وكم له في جِلادِ الظالمين يَدٌ تروي مَآثرَها النَّبعاتُ والقُضُبُ
تاهَ الشّآمُ لِما أَبلَت كَتائِبُهُ واختالَ في ذِكرِها الأقلامُ والكُتُبُ
يا قوم هُبّوا فهذا الشَّرقُ في خطر عاثَ الغُزاةُ به واستَفحَلَ السَّلَبُ
ما كان للبَغيِ أن يُزري بِأُمَّتِنا إذا الأهَلِّة شدَّت أزرَها الصُّلُبُ
عصام زكي عراف
معليا
الجليل الغربي
No comments:
Post a Comment