Thursday 27 August 2015

جمعية تعاونية حقا؟

جمعية تعاونية حقا؟

إثر افتضاح العلاقة بينه وبين مونيكا لوينسكي تعالت الأصوات في نهاية سنة ١٩٩٨ تطالب الرئيس الأمريكي بيل كلينتون بالاستقالة. أذكر جيدا أنه قال في كلمة وجهها إلى الشعب الأمريكي:
“إن ما حدث بيني وين مونيكا هو بيني وبين أسرتي وبيني وبين ربي، أنا لن أتخلى عن مسؤولياتي كرئيس وسأظل في مكاني في البيت الأبيض مقيما على خدمتكم والعمل من أجلكم”.
هكذا يفهم رئيس أعظم دولة في العالم معنى رئاسته: “خدمة الجمهور”.
أذكر جيدا أيضا أن أحد الشبان اللبنانيين في سيدني انتُخب رئيسا لجمعية المهاجرين من قريته ولا شأن يذكر لتلك الجمعيات سوى دعوة الأعضاء لحفلة سنوية يجلسون فيها معا يأكلون ويشربون.  عندما التقيت بوالده الذي تعرفت عليه من قبل قال لي وهو يكاد يرتفع شبرا فوق الأرض وكأنه يزفُّ لي خبرا في غاية الأهمية:
“هل تعلم أن إبني جورج انتخب رئيسا لجمعية القرية؟”
إبنه جورج إنسان طيّب القلب ومهذب جدا (ومحدود المعرفة جدا أيضا) يعمل سائق شاحنة عند إحدى الشركات (ولا ضير في ذلك أبدا).
تساءلت في سرّي:
ما الذي حمل هذا الرجل لأن يزهو بانتخاب ولده رئيسا لجمعية لا شأن لها؟
تذكرت حينئذ أبياتا من قصيدة حافظ ابراهيم “لا تلم كفي إذا السيف نبا” يقول فيها وهو ينعي حال أمته العربية:
أمّة قد فتَّ فى ساعدها *** بغضها الأهل و حبّ الغربا
تعشق الألقاب فى غير العلا *** و تُفدّى بالنفوس الرتبا
لعلّه يعتقد أن ابنه جورج أصبح منذ انتخابه سيّدا لقومه يستحق التبجيل والتوقير ومكانه في صدر المجالس؟  
هذه هي عقولنا المحنّطة منذ الأزل، نظن الألقاب ترفع من قدرنا وتجعلنا فوق القانون وتعطينا الحق في أن نهتك جميع الأعراف ونستهتر بالآخرين وبالمال العام والخاص أيضا.
 كتبت في 19-08-2015 عن الأنابيب التي طرحتها جمعية الفردوس في معليا على جانب الشارع وما زالت مطروحة حتى صباح هذا اليوم، بعد أن امتنع فخامة الرئيس المبجل جورج يوسف نقولا عن الرد على اتصالاتي التليفونية المتواصلة لعدة أيام لأنه يعتقد أن عصام عراف ليس رئيس مجلس ولا رئيس عصابة ولا شيخ قبيلة ولا “خواجا” ولذلك فليذهب هو وزيتونه إلى الجحيم مع أن كل ما يلزم لمد الأنابيب هو استئجار جرار كبير وشاحنة صغيرة وما أكثرها في هذا الأيام، ولو كان الأمر بيدي لكانت الأنابيب قد مُدَّت منذ زمن بعيد فقد تعهدتُ بتقديم قرض بدون فائدة للجمعية لشراء الأنابيب عندما شكا إلي جورج من عدم توفر المال اللازم ولكن يبدو أنه لم تكن هناك حاجة لذلك.  
حضرته يعتقد أنه الخليفة الذي بايعه المساهمون على السمع والطاعة وأن في يده الأمر والنهي وأنه مطلق اليد في أموالهم ومصالحهم فالذي يحظى بعطف ظل الله على الأرض سلطان البرّين وخاقان البحرين وخادم الحرمين، السلطان ابن السلطان، يحصل على مبتغاه في أسرع وقت أما بقية “الرعية” فإنها تكون “أسقيك بالوعد يا كمون”.
والحالة هذه لم يبق أمامي سوى اتخاذ الإجراآت القانونية المتاحة لمقاضاة رئيس الجمعية على هذا التقصير الفاضح لأنه وعدني بلسانه في حينه أن يصل الماء إلى الأرض حتى منتصف شهر أيار.
سؤال آخر لا بد منه: ما رأي هؤلا الذين انتخبوا هذا الإدارة.
جوابهم: ما دامت هذه الإدارة من “جماعتنا” فنحن نبارك كل من يباركها ونلعن كل من يلعنها، لأن “جماعتنا” فوق النقد وفوق الاتهام ولتذهب المصلحة العامة إلى الجحيم!
حتى اليوم لم أسمع ولم أقرأ كلمة واحدة يشرح فيها سعادة الرئيس سبب التأخير والتقصير لأنه يعتقد أن عصام عراف ونايل عساف وأشقائه وفادي عساف ودانيال عساف وغيرهم ممن دفعوا ثمن الأسهم ليسوا سوى “رعايا” عند جلالته ولا يستحقون حتى الإجابة من عطوفته.
الرئيس الأمريكي يقول أنه خادم الشعب، أما رئيس الجمعية التعاونية في معليا فهو سيد الشعب. “ من سخرية القدر أننا نسميها تعاونية”.

سأتوجه اليوم إلى أحد المحامين لاتخاذ الخطوات القانونية المتاحة ضد هذا الاستهتار والإهمال.

يا أمة ضحكت من جهلها الأمم.

أرجو الجميع تعميم هذه المادة نشرا وشفهيا لتصل إلى جميع المواطنين في معليا، مع جزيل الشكر لكل من يستجيب.