Tuesday 27 December 2016

الساحرة

الساحرة

جميلةٌ وساحرة فاتنةٌ وباهرة
حتى وأنت غاضبة حتى وأنت ثائرة
أحبك لأنك صريحةٌ مجاهرة
لأنك جريئةٌ لأنك مغامرة
لأنك فنّانةٌ ملهمةٌ وماهرة
أنت كفيلسوفةٍ في كل أمر حائرة
كأنك غزالةٌ بين الرياض نافرة
كأنك فراشةٌ بين الزهور طائرة
 أو نحلةٌ رشيقةٌ على الجنى مثابرة
يزيد من رُوائِك عزةُ نفس طاهرة
ومهجةٌ رقيقةٌ بكل خير عامرة 
 رؤوفة حانية على النفوس العاثرة
أنت الوفا أنت الصَّفا أنت الورود العاطرة
أنت السَّنا أنت المنى لكل نفسٍ شاعرة
 أنت الحَيا أنت الضِّيا أنت النّجوم الزاهرة
أنت الصِّبا بين الرُّبى بكل حسنٍ فائرة
قريبة بعيدة مقيمة مهاجرة 
في مقلتي في مهجتي في كل آن حاضرة

Sunday 9 October 2016

قضية الأراضي في فلسطين

قضية الأراضي في فلسطين


استجابة لطلب بعض الأخوات والإخوة سأحاول أن ألقي الضوء على قضية بيع الأراضي لليهود في فلسطين مع علمي الأكيد بأن الكثيرين قد كتبوا عنها وقد اطلعت على بعض ما كتبوه.
إثر التقرب الذي تبديه بعض الدول العربية من إسرائيل هناك محاولة مجددة لتحميل الفلسطينيين مسؤولية ضياع فلسطين بأنهم باعوا أرضهم لليهود.
لا شك أن بعض الفلسطينيين قد باعوا أرضهم لليهود ولكن من واجبنا أن نأخذ بعين الاعتبار الأمور التالية:
بلغ مجموع ما استطاعت الحركة الصهيونية واليهود في شرائه في فلسطين خلال ما يقرب من سبعين عاما %5.8 من الأراضي الفلسطينية وهذا أقل مما كانت تملكه الكنيسة الأرثوذكسية والذي بلغ %7.
كان للأمير عبد الله (الملك عبد الله في ما بعد) دورا كبيرا في التعاون مع الحركة الصهيونية ومع بريطانيا التي أتت به من الحجاز ونصّبته أميرا على شرق الأردن وذلك التعاون موثق بتفاصيله في كتاب آڤي شلايم:
Collusion Across the Jordan: King Abdullah, the Zionist Movement, and the Partition of Palestine, by Avi Shlaim
كان كبار البائعين من غير الفلسطينيين كأسرة سرسق التي باعت أربعمائة ألف دونم في مرج بن عامر وأسرة طيان التي باعت ثلاثين ألف دونم في وادي الحوارث (عيمك حيفر) وورثة الأمير عبد القادر الجزائري وغيرهم.
إقامة دولة يهودية في فلسطين كان من صلب الإجماع الأوروبي في القرن التاسع عشر للحؤول دون قيام قوة تهدد أمن أوروبا بعد أن ضعفت الإمبراطورية العثمانية وتضاءلت رقعتها رويدا رويدا وقد أطلق على ذلك الإجماع: القضية الشرقية، ومن أهم إفرازاته إرغام محمد علي على الانسحاب من بر الشام بعد أن انتصر ابنه إبراهيم باشا على الجيش التركي في معركة نصيبين في حزيران 1839 وكانت الطريق إلى اسطمبول مفتوحة لولا تدخل بريطانيا وروسيا وبروسيا والنمسا في اتفاقية لندن 1840 وإرغامهم إبراهيم باشا على الانسحاب إلى مصر بعد أن حكم بلاد الشام لعشر سنوات وبعد أن هزم الحركة الوهابية قبل ذلك في الجزيرة.
إثر معركة نصيبين استقر رأي بريطانيا على إقامة دولة يهودية في فلسطين للحؤول دون تحقيق المطامع الشريرة لمحمد علي كما ورد في رسالة من اللورد پالمرستون، وزير خارجية بريطانيا في ذلك الوقت إلي موشيه مونتيفيوري زعيم اليهود في بريطانيا في ذلك الوقت.
لم يكن لدى المجتمعات العربية عامة والمجتمع الفلسطيني خاصة القدرات البشرية ولا المادية لتنظيم مقاومة مسلحة تقف في وجه أكبر القوى في العالم في ذلك الوقت والبرهان على ذلك هو تقسيم المشرق العربي إلى دويلات تحت سيطرة بريطانيا وفرنسا ومنح بريطانيا الانتداب على فلسطين للقيام بتنفيد وعد بالفور. 
لعل أفضل مرجع مفصّل لتلك الصفقات بالإنجليزية هو الكتاب التالي:
The Land Question in Palestine, 1917-1939
غير أن الاستيطان اليهودي كان قد بدأ قبل ذلك بكثير.
في سنة 1879 أقام يهود القدس بالتعاون مع يهود صفد مستوطنتان جديدتان ولم يكن هناك حائل قانوني أمام إقامتهما لأنهم كانوا من رعايا الامبراطورية العثمانية وحق لهم شراء الأرض مثل غيرهم من المواطنين.
في سنة 1875 اشترى أحد يهود صفد واسمه إليعيزر روكح نصف أراضي قرية الجاعونة وفي سنة 1878 استوطن سبع عشرة أسرة يهودية على تلك الأرض وسموها چاي أوني على وزن القرية العربية جاعوني كما تلفظ بالعامية. 
إثر الديون التي تراكمت على المستوطنين اشترى البارون روتشيلد المستوطنة سنة 1883 ودفع ديونها ودعيت روش پينَّه والتي تعني رأس الزاوية بالعربية تيمنا بالآية 22 من المزمور 118 التي تقول: الحجر الذي رذله البنّاؤون أصبح رأسا للزاوية.
المستوطنة التي أنشأها يهود القدس بعدها بأسابيع قليلة كانت پيتَح تِكڤاه وتعني بالعربية باب الأمل وقد أخذ الإسم من الآية 17 في الإصحاح الثاني من كتاب هوشع وقد تيسر ليهود القدس شراء أكثر من ثلاثة آلاف دونم من أرض قرية ملبّس (أم لبّس؟) في شهر آب لسنة 1878 من أسرة سليم قصّار من يافا على اسم يهودي من القدس اسمه داڤيد چوطمان لأنه يحمل الجنسية النمساوية التي تبيح له شراء الأرض حسب القانون التركي وبعد سنة من ذلك باع أنطون طيّان من يافا أيضا، أكثر من تسعة آلاف دونم من أرض القرية لليهود.
كان عدد اليهود في فلسطين في تلك الفترة لا يزيد عن سبعة وعشرين ألفا حسب أقصى تقدير وكان معظمهم يعيش في القدس والباقون يسكنون في صفد والخليل وطبريا وأسرة واحدة في البقيعة هي أسرة زيناتي وكان معظمهم يعيش على التبرعات التي تصلهم من يهود العالم لاعتقادهم بوجوب وجود يهود في فلسطين لاستقبال المسيح المخلص عندما يأتي من الشرق ليخلّص شعبه.
عندما كانت المعونات-التبرعات تقل كان سكان فلسطين من اليهود يعانون الأمرين ولذلك عقد البعض منهم العزم على العمل في الزراعة وكانت مصدر الرزق الأهم في ذلك الحين لإعالة أنفسهم ودحر الفاقة التي كانت من نصيبهم عندما لا يصلهم ما يكفي من المعونات للعيش بكرامة وهذا ما دفعهم لشراء الأرض والعمل في الزراعة وقد أخفق المشروعان في روش پيناه وپيتاح تكڤاه لعدة أسباب منها عدم الخبرة للعمل في الزراعة وعدم القدرة على منافسة المزارع العربي ذو الخبرة الطويلة في الزراعة.
في السنة ذاتها أي سنة 1882 اشترى نائب القنصل البريطاني في يافا حاييم أمزلاچ 3340 دونما في منطقة عين قرة من مصطفى عبد الله علي الدجاني وأقيمت عليها المستوطنة ريشون لتسيون وقد أُخذ الإسم من الآية 27 الإصحاح 41 من سفر أشعيا.
اشترى يهوشوع حانكين الملقب بمخلّص الأرض الكثير من الأراضي العربية وفيما يلي قائمة بتلك الصفقات التي عقدها في العهد العثماني:
في سنة 1890 اشترى 10000 دونم أقيمت عليها مستوطنة رحوڤوت
في سنة 1891 ، اشترى ثلاثين ألف دونم من أسرة خوري عليهم أقيمت مستوطنة حديره 
في سنة 1910 اشترى 9500 دونم في الفولة قرب العفولة.
كما ذُكر آنفا، عانت جميع المستوطنات التي أقيمت من ضائقة مالية حادة كانت قمينة بأن تودي بمشروع الاستيطان برمته فتوجه بعض الغيورين على استمراره إلى الراب الأكبر لپاريس وفي ما بعد لعموم فرنسا واسمه تسادوك كاهن צדוק כָּהן الذي كان على علاقة حميمة مع البارون جيمس إدموند دي روتشيلد فاستجاب لنداء الاستغاثة وأرسل موظفين من قبله يشرفون على توزيع المعونات وتوجيه المستوطنين لزراعة محاصيل مجدية ككروم العنب وقد بنى المعاصر الحديثة لإنتاج الخمور وبعض الصناعات كمصنع الزجاج في طنطوره، وقد ساهم أيضا في توفير خدمات الصحة والتعليم، كما جُلبت بعض أنواع الأشجار التي لم تكن معروفة في البلاد كالأڤوكادو وهكذا أنقذ البارون روتشيلد مشروع الاستيطان كما ساهم في شراء مساحات كبيرة من الأرض من الحكومة التركية وتجفيف مستنقعات الخضيرة وكان مجموع المستعمرات التي أقيمت أو أنقذت بأمواله أربع وثلاثون وكان يرشو الموظفين الأتراك في البلاد وفي اسطمبول لكي يغضوا النظر عن شراء الأراضي وإقامة المستعمرات الجديدة وساهم ذلك في توطين ما يزيد عن عشرين ألف يهودي من شرق أوروبا ومن اليمن وكان مجموع ما قدمه للاستيطان اليهودي في فلسطين ما عدا شراء الأرض والمشاريع المختلفة أربعين مليون فرنك فرنسي.
من الجدير بالذكر أن سبعا من تلك المستوطنات كانت بأسماء أعضاء من أسرته كزخرون يعكوڤ باسم والده ومزكيرت باتيا باسم والدته.
مساهمة أسرة روتشيلد في الاستيطان اليهودي فلسطين موثقة جيدا في الكتاب التالي للمؤرخ اليهودي-البريطاني سيمون شاما:

Two Rothschilds and the Land of Israel by Simon Schama

وفرت تلك الهجرة المسماة الهجرة الأولى القاعدة المثالية لتوسيع الاستيطان اليهودي في ما بعد من حيث انتشارها من الجنوب إلى الشمال ومن حيث الخبرة التي اكتسبت في مجالات الزراعة والصناعة والإدارة. 
  

Saturday 2 July 2016

ثروة أسرة محمود عباس

ثروة أسرة محمود عباس

المقال التالي عن أبناء محمود عباس وثرائهم الفاحش من تأليف جوناثان شانزر JONATHAN SCHANZER  نشرته مجلة فورين پوليسي في الخامس من حزيران لسنة 2012 يقول فيه:
إثر أحداث الربيع العربي تعهّدَ قادة الولايات الذين طال ما أيَّدوا واعتمدوا على أنظمة استبدادية أثرى أعضاؤها من إفقار مواطنيهم، تعهّدوا بأن يتّبِعوا سياسة تختلف عن تلك التي اعتمدوها لعقود طويلة.  مقابل تلك التصريحات من القادة الأميركيين اكتشفنا مؤخرا تفاصيل جديدة عن إثراء أعضاء من أسرة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس فهل أثرى هؤلاء على حساب مواطنيهم وعلى  حساب دافع الضرائب الأميركي أيضا؟
أصبح ثراء أسرة عباس مثيرا للجدل بعد اتهام محمد رشيد المستشار الاقتصادي لياسر عرفات الذي اتهم باختلاس ملايين الدولارات من أموال السلطة الفلسطينية والذي ستبدأ محاكمته في السابع من حزيران القادم.
يزعم أحد الفلسطينيين وهو من المستشارين السابقين أن عباس يحمل ضغينة لمحمد رشيد منذ محادثات السلام التي جرت في أواخر فترة حكم الرئيس كلينتون حيث كان رشيد من محبِّذي التعاون مع الإسرائيليين للوصول إلى حل بين ما كان عباس يعتقد بأن المفاوضات هي مجرّد فخّ نُصِبَ لنا.  وقد اعترض عباس على تعيين رشيد لكونه كرديا عراقيا استطاع أن يكسب ثقة عرفات ويصبح من بطانته المقرّبة بين ما ظل عباس خارج تلك البطانة.  كان عباس يحسد رشيد حسدا شديدا، يقول المستشار السابق.
بعد اتهامه بالاختلاس زعم رشيد أن عباس حصل على مائة مليون دولار بطرق غير مشروعة.
ملاحقة عباس لرشيد، بغض النظر عن دوافعها، قد تؤدي إلى سلسلة فضائح قد لا تسلم منها أسرة عباس نفسه، حيث أن الثراء الفاحش لأبناء عباس ياسر وطارق أصبح حديث الناس في فلسطين منذ سنة 2009 على الأقل وذلك بعد أن نشرت وكالة رويترز للأنباء سلسلة من المقالات تربط بينهما وبين الحصول على بعض الصفقات والعقود كان البعض منها بتمويل الحكومة الأميركية.  ياسر، الإبن البكر لمحمود عباس، درس الهندسة المعمارية في جامعة ولاية واشنطون وتخرج سنة 1993 ويحمل جواز سفر كندي بالإضافة لجواز السفر الفلسطيني.  جاء في سيرته الذاتية التي يسمي نفسه فيها ياسر محمود أنه عمل في عدة شركات خليجية منذ ثمانينيات القرن العشرين حتى منتصف التسعينيات عشية عودته إلى رام الله سنة 1997 حيث بدأ يقيم مصالحه الخاصة.
في الوقت الحاضر يمتلك ياسر عباس شركة فالكون توباكوالتي يبدو أنها تحتكر تسويق السجائر الأميركية الصنع في مناطق السلطة.  جاء أيضا في تقرير لصحيفة تورونتو ستار Toronto Star أن ياسر عباس يرأس شركة باسم فالكون هولدينچ چروب المتشعّبة الاستثمار والتي تملك شركة Falcon Electrical Mechanical Contracting Company التي أُنشئت سنة ألفين ولها مكاتب في غزة، الأردن، قطر، الإمارات المتحدة والضفة الغربية.  جاء نجاح الشركة بعد أن شملها العم سام بعطفه فقد في تقرير لوكالة رويترز أن شركة ياسر عباس حصلت على عقد من صندوق المعونات الأميركية USAID بقيمة 1.89 مليون دولار لإنشاء نظام الصرف الصحي لمدينة الخليل سنة 2005.
حسب ما ورد في السيرة   لياسر عباس فإن شركة فالكون هولدِنچ چروپ تضم أيضا شركة فالكون العالمية لخدمات لاتصالات Falcon Global Telecommunication Services Company وشركة فالكون للاستثمارات العامة Falcon General Investment Company التي لا يعرف الكثير عنهما.  خلال مقابلة مع مجلة إماراتية أُجريت معه سنة 2009  تباهى ياسر عباس بأن أرباح شركاته بلغ خمسة وثلاثين مليون دولار في السنة.
بالإضافة إلى مجموعة شركات فإن ياسر عباس مسجَّلٌ  في شركة معلومات البيانات المالية النيويوركية CreditRiskMonitor.com كرئيس لشركة المشرق للتأمين ولها أحد عشر مكتبا في مناطق السلطة وتبلغ قيمتها 3.25 مليون دولار.   
ياسر عباس يتولى منصب المدير التنفيذي لشركة الخيار الأول في إدارة مشاريع البناء والتي يشير موقعها بأنها تقوم ببناء المدارس وتعبيد الطرق بتفويض من السلطة الفلسطينية ولديها خمسة عشر من الموظفين في مكاتب تنتشر في عمان، تونس، القاهرة، مونتِنِچرو ورام الله وقد تلقّت من أموال المساعدات الأميركية ثلاثمائة ألف دولار خلال السنوات  2005- 2008 .
لا شك أن لياسر محمود عباس الحق في مزاولة الأعمال من تجارة وصناعة في مناطق السلطة الفلسطينية ولكن السؤال الذي لا بد منه هو : هل أتيح له من الفرص ما لم يتح لغيره لكونه من أبناء محمود عباس؟  خاصة وأن ياسر كان بين الحين والآخر يقوم بمهام رسمية يمثل فيها السلطة الفلسطينية فقد قام سنة 2008 بزيارة كازاخستان كمبعوث خاص وقد جاء على لسان أحد أعضاء إدارة الرئيس بوش بأنه يرافق والده باستمرار في زياراته الرسمية”.
لا يبدو طارق محمود عباس كمن يهتم بالشؤون السياسية للقضية الفلسطينية أما في مجال الأعمال فهو صنو أخيه.  تفيد  سيرته المنشورة في الشبكة بأنه حذا حذو أخيه الأكبر فهو يعمل في شركة التعهدات الخليجية ذاتها وفي شركة تجارة تونسية منذ بداية سنوات التسعينيات من القرن المنصرم. 
في الوقت الحاضر يبدو كرجل أعمال ناجح فقد حققت شركتة سكاي أدڤِرتايزنچخلال سنة 2010 أرباحا بقيمة 7.5 مليون دولار وتستخدم أربعين شخصا ولها علاقة بالإدارة الأميركية حيث ذكرت وكالة رويترز بأن شركة سكاي حصلت على منحة متواضعة من صندوق المعونات الأميركية بقيمة مليون دولار أميركي وذلك لكي تستميل الرأي العام الفلسطيني في مناطق السلطة إلى جانب سياسات الولايات المتحدة.
طارق مسجّل أيضا في شركة الاستثمارات الفلسطينية كنائب المدير العام لشركة المجمّعات التجارية العربية التي تبلغ قيمتها 4.2 مليون دولار وتملك مجمّعان تجاريان وثلاثة أسواق (سوپرماركت) واثنان من أماكن اللهو المسقوفة في الضفة الغربية.
أصبحت شركة الأستثمارات الفلسطينية عملاقا اقتصاديا في مناطق السلطة فقد بلغت عائداتها لسنة 2010  338 مليون دولار وتظهر شركة طارق عباس سكاي للدعاية كإحدى القابضين منها وكذلك أيضا شركة يونيپال للتجارة العامة Unipal General Trading Company حيث يحتل طارق مكانا في مجلس إدارة الشركة وتملك يونيپال 4500 متجر في مناطق السلطة حيث تبيع المواد الاستهلاكية للفلسطينيين ومنها منتجات التبغ لشركة فيليپ موريسوشركتيپروكتر أند چامبل و كيبلر. 
   منذ بداية ما يسمى الربيع العربي” (المزيّف-المترجم) توارى الأخوان عباس عن الأنظار في الضفة الغربية، وحسب مقال نشره محمد رشيد في موقع InLight Press فإن أسرة عباس تملك عقارات فاخرة بقيمة أكثر من عشرين مليون دولار في غزة، الأردن، قطر، تونس، تونس رام الله والإمارات العربية.
تواري الأخوين عباس عن الأنظار لا يفيد بأن الشعب الفلسطيني سوف ينسى.  في رحلة استطلاعية لي إلى رام الله في العام المنصرم قال لي عدة فلسطينيين أن نفوذ وثراء أسرة عباس معروف لدى عامة الفلسطينيين غير أن الحديث بشأنهم لا يتجاوز الهمس وذلك بسبب الخوف المتزايد من انتقام أجهزة الأمن الفلسطينية التي اعتقلت صحافيين ومواطنين أبدوا امتعاضهم علنا من نفوذ عباس وأسرته.
هل سيستمر الحال على هذا المنوال في العالم العربي وهل سيظل الجمهور العربي متغاضيا في المستقبل؟
مصدر المقال:




   

Wednesday 4 May 2016

ثروة أبناء عباس ومقربيه

ثروة أبناء عباس ومقربيه

عندما طرد أريئيل شارون وبيچن رجال منظمة التحرير من لبنان إثر اجتياح صيف 1982 كان قد تكدس في خزائن المنظمة ما بين 12-14 مليارد دولار باعتراف أحمد جبريل في برنامج "شاهد على العصر" في قناة الجزيرة من تقديم أحمد منصور وذلك قبل أن يفتضح أمرها بسنوات عديدة.
لا أحد يعلم على وجه الدقة حتى الآن أين اختفت تلك الأموال الطائلة.  كانت السلطة في كل زمان ومكان دائما وأبدا مصدر ثراء ما دامت المحاسبة والمراقبة مفقودة وهذا دليل على فساد السلطة.
عندما توفي عبد الناصر كان مجموع ما يملكه ستمائة جنيه لا غير وقد أخذ قرضا من المصرف عند زواج ابنته هدى.
مَن مِن الفلسطينيين يعلم شيئا عن الأملاك والأموال التي بحوزة رجال السلطة والمقربين منهم في الماضي أو في الحاضر؟
في السابع من شهر نيسان لهذه السنة 2016 نشرت صحيفة “هآرتس” تحقيقا إثر تسرُّب عدد كبير من وثائق مكتب المحاماة الپانامي “موساك-پونسكاه”:
  
“وثائق پنما” كما اصطلح على تسميتها، تشير إلى أن طارق محمود عباس إبن رئيس السلطة الفلسطينية وبعض المقربين من عباس من الوجوه الغير معروفة للجمهور الإسرائيلي يملكون أسهما بمبالغ ضخمة في شركات مسجلة في پاناما.  طارق محمود عباس يملك أسهما بمبلغ مليون دولار في شركة مرتبطة بالسلطة الفلسطينية.
في شهر إيلول-سپتمبر من عام 1994 سُجِّلَت شركة في “جزر العذراء” البريطانية باسم “الشركة العربية الفلسطينية للاستثمار” وباسمها الإنچليزي “Arab Palestinian investment company” ولهذه الشركة استثمارات في العديد من المجالات الاقتصادية كما يبدو من تقرير نشر سنة 1910 ومنها:
 وكالة شركة “هيونداي” للسيارات
مجمعات تجارية
تزويد معدات ولوازم طبية
صناعة الألومينيوم 
الأغذية 
الدعاية 
كما أن للشركة استثمارات في شركة الكهرباء الفلسطينية وغيرها.
في صباح يوم 24-5-1995 تمّ الاجتماع الأول لأصحاب الأسهم والهيئة الإدارية للشركة في فندق شيراتون في دبي حيث اتخذ قرار بقبول استقالة خلدون سرور الذي استخدم اسمه لتسجيل الشركة فقط واستُبدل بهيئة إدارة جديدة يرأسها رجل أعمال سعودي من أصل فلسطيني يدعى الشيخ عمر العقاد.  
منذ ذلك التاريخ وخلال عقدين من الزمن أصبحت الشركة عملاقا اقتصاديا بمقاييس اقتصاد السلطة الفلسطينية حيث أصبح نشاطها يشمل معظم المجالات كما ذكر سابقا ومنذ شهر آذار-مارس لسنة 2014 أصبحت أسهمها متداولة في البورسة الفلسطينية ويرأسها اليوم طارق العقاد إبن الشيخ عمر العقاد الذي يملك 27% من أسهم الشركة كما يملك صندوق الاستثمارات الفلسطيني , Palestinian Investment Fund المرتبط بمكتب عباس  18% من الأسهم.
حتى سنة 2003 كانت السلطة تملك أسهما في الشركة بواسطة “شركة فلسطين للخدمات التجارية”  (PCSC) عندما اضطر ياسر عرفات أن يخضع لمطالب دولية لمزيد من الشفافية في الشؤون المالية للسلطة حيث أُنشئت شركة الاستثمارات الفلسطينية وحُوِّلت الأسهم التي تملكها السلطة في الشركة العربية الفلسطينية للاستثمار APIC إلى الشركة الجديدة (PCSC).
يقول موقع الشركة على الشبكة بأنها شركة استثمار مستقلة غايتها “النهوض بالاقتصاد الفلسطيني وجني أقصى ما يمكن من الأرباح للمساهمين أي للشعب الفلسطيني”.  أما في واقع الأمر فإن مكتب رئيس السلطة له الكلمة العليا في إدارة الشركة.
إثر فوز حركة حماس في انتخابات سنة 2006 أصدر عباس مرسوما رئاسيا يبيح له سيطرة شبه مطلقة على مجلس إدارة الشركة مما حدا بجيك والس، القنصل الأمريكي في القدس آنذاك أن يكتب في رسالة سرية فضحتها وثائق ويكيليكس “ملف استثمارات الصندوق وقيمته أكثر من مليار دولار يظل آمنا أكثر بين يدي عباس مع مجلس إدارة من اختياره باستثناء مقعدين للوزراء في حكومة السلطة.

استبدال مجلس الإدارة بعد موت عرفات

حسب ما جاء في  وثائق مكتب المحاماة الذي يشرف على الشؤون القانونية للشركة في پاناما فقد عُيَّن  محمد رشيد المستشار المالي المقرَّب من عرفات في شهر أيلول-سبتمبر من عام 2000 عضوا في مجلس الإدارة وفي الوقت ذاته كان يشغل منصب المدير العام لصندوق الاستثمار الفلسطيني.  
 بعد وفاة عرفات بشهر واحد، في الخامس عشر من شهر كانون أول-ديسمبر لعام 2004 أُقيل رَبيبه محمد رشيد من منصبه مع ثمانية من المديرين الكبار وأعضاء مجلس إدارة الشركة.
كان رشيد أيضا المدير العام لصندوق الاستثمارات الفلسطيني وفي أوائل عام 2006 استبدله عباس بمستشاره الاقتصادي محمد مصطفى وبعد شهرين من ذلك أي في شهر آذار-مارس عُيِّنَ مصطفى عضوا في مجلس إدارة شركة الأستثمار العربية الفلسطينية.  
في سنة 2012 أصدرت محكمة فلسطينية قرارا يدين محمد رشيد باختلاس ملايين الدولارات ومن بينها أموال صندوق الاستثمار.
في شهر أيلول-سبتمبر لسنة 2011 عُيّن طارق محمود عباس عضوا في مجلس إدارة الشركة العربية الفلسطينية للاستثمار وكان يملك من أسهمها ما قيمته 982 ألف دولار.
 أقامت صحيفة الأهرام المصرية بالاشتراك مع “شركة الخدمات التجارية في فلسطين”  شركة باسم “سكاي” Sky ويديرها طارق محمود عباس كما يروي لنا المحامي كريم شحادة الذي يمثل طارق عباس.  
في سنة 1999 ابتاعت الشركة العربية الفلسطينية للاستثمار شركة سكاي وكان طارق عباس في ذلك الوقت نائب مدير سكاي ويملك أقل من عشرة في المائة من أسهم سكاي.  بعد ابتياع سكاي أصبح طارق رئيس مجلس إدارة سكاي من قِبَل الشركة العربية الفلسطينية للاستثمار.
في سنة 2009 نشرت وكالة رويترز للأنباء تحقيقا عن الأخوين ياسر وطارق محمود عباس جاء فيه أن الأخوين فازا بعقود بملايين الدولارات لصالح شركة سكاي التي وقعت في سنة 2006 عقدا لقاء حملة دعاية في المناطق المحتلة لتحسين صورة الولايات المتحدة في عيون الفلسطينيين هناك غير أن الأخوين عباس زعما بأنهما فازا في العقد دون محاباة لكونهما أبناء الرئيس وأن الاتهام “غير أخلاقي ولا أساس له من الصحة”.
في شهر يونيو-حزيران لسنة 2006 نشرت مجلة “فورين پوليسي”  مقالا عن الأخوين عباس  أستعرضت فيه أملاك الأخوين وتساءلت ما إذا كان ثراؤهما الواسع نتيجة لمركز والدهم.  من ضمن ما جاء في المقال أن طارق عباس يعمل نائب رئيس “شركة المجمعات التجارية العربية-الفلسطينية” التي تملك عدة مجمعات تجارية في مناطق السلطة، كما أنه عضو هيئة إدارة “يونيـپال” وهي إحدى كبريات شركات التسويق في مناطق السلطة وتعمل في استيراد وتسويق الأغذية والسجائر ومنتجات التجميل وغير ذلك. ما زال طارق يشغل هذه المناصب حتى اليوم.
ورد في مقال “هآرتس” أيضا أن “الشركة العربية الفلسطينية للاستثمار” تملك 34% من شركة  “الوطنية” للاتصالات وهي إحدى أكبر شركتين للهواتف المحمولة ويديرها المحامي درغام مرعي وهو إسرائيلي الجنسية من شمال البلاد.
أبلغ المحامي كريم شحادة صحيفة “هآرتس” باسم الأخوين عباس وباسم “الشركة العربية الفلسطينية للاستثمار” أن الشركة مسجلة كشركة مساهمة في فلسطين وأن أسهمها متداولة يوميا في البورصة وأن شركة “دلويت” العالمية تدقق حساباتها وأن هناك تقريرا مفصلا بوضوح عن جميع نشاطاتها ينشر سنويا في موقع الشركة وأنها تخضع لإشراف وزارة التجارة والسلطة الفلسطينية للأسهم. 

في ما يلي عنوان المقال في صحيفة “هآرتس”:


    


  




Thursday 24 March 2016

البحث عن القبريش

البحث عن القبريش

سمعت عن شجرة القبريش في أول الأمر من صديقي العزيز نايف سليم الملقب بشاعر الفقراء ثم ورد ذكرها في رواية فاطمة لصديق عزيز آخر هو الكاتب محمد نفّاع وقد ذكر فيها أيضا شجر الحاحوم ولم أكن قد رأيت تلك الأشجار من قبل وأنا الذي قضيت الكثير من الوقت في الوديان والجبال المحيطة بقريتنا معليا ذلك أن موطن الحاحوم والقبريش يقع في أراضي بيت جن وهناك موقعا يسمى خلّة قبريش والخلة هي الأرض المنبسطة المنخفضة بين سفحين من سفوح التلال أو الجبال.
حيث أن الصديق العزير نمر نمر من قرية حرفيش من أكثر الناس اطلاعا ومعرفة بأسماء ومواقع نباتات بلادنا استقر رأيي أن استعين به للحصول على غصن من أغصان القبريش لتطعيم إحدى أشجار الزعرور الكثيرة الموجودة في أرضي فالقبريش من العائلة ذاتها أي عائلة الورديات أو التفاحيات ومنها التفاح على أنواعه والزعرور على أنواعه والإجّاص والقبريش.
وهكذا قصدت قرية بيت جن برفقة الأصدقاء نايف سليم ونمر ونمر يوم أمس الأول السبت وكان في انتظارنا هناك الصديق محمد نفاع ابن القرية والعالم بشعابها وأوديتها وجبالها وعيون الماء العديدة فيها.
بعد جولة دامت ما يقرب من ثلاث ساعات بين أحضان الطبيعة الساحرة في يوم دافئ من أيام آذار حيث الزهور المختلفة الأشكال والألوان تحييك كيف ما حولت نظرك يذكر لنا صديقنا نمر نمر أسماءها وصفاتها جلسنا بقرب عين الورقةالمطلّة على مناظر خلابة حتى أقصى الأفق وهناك جلسنا لنتناول بعضا من طعامنا البلدي من عجة وفطائر من خيرات أرضنا أعدتها ربات البيوت بإتقان ومعها الرشاد والزيتون الأسود فكانت وليمة على البساط المخملي الأخضر لا أفخر ولا أشهى منها.
لم تكن تلك المعالم الساحرة فقط هي التي أثلجت صدري فقد سررت كثيرا وأكبرت اهتمام سكان بيت جن بأرضهم وعنايتهم الفائقة بها بأنهم شقوا الطرق في تلك الجبال لتيسير الوصول إلى أرضهم وأنهم لم يتركوا شبرا واحدا منها دون أن يغرسوه بالأشجار المثمرة على أنواعها المختلفة بعد أن بنوا الجدران العالية من الحجارة لحفظ التربة وهذا ما يدل على عشقهم لأرضهم وتمسكهم بما بقي لهم منها بعد أن سلبتهم الدولة أكثر من أربعة أخماس ما كانوا يملكونه من الأرض في ما مضى.
حب الوطن يعني الكثير من الواجبات ومنها معرفة تاريخه ومعرفة مدنه وقراه وسكانه ويعني أيضا معرفة نباتاته وحيواناته والحفاظ عليها وعلى كل ما يتصل بالبيئة الطبيعية لأن لكل نبات ولكل شجر خصائص وفوائد منها الغذائية ومنها الطبية ومنها ما يصلح للزينة أو لصنع بعض الأدوات كشجر السنديان الذي لا مثيل له لصنع أيدي الفؤوس والمعاول أو ورق التوت الذي كان أجدادنا يطعمونه لدودة القز لإنتاج خيوط الحرير عندما بدأت تربيتها في بلاد الشام خلال حكم الأمير فخر الدين المعني 1580-1634 واستمرت في الانتشار على نطاق واسع حتى نهاية القرن التاسع عشر وبداية العشرين.
هناك العديد من الطيور والحيوانات التي انقرضت خلال العقود الستة الأخيرة نتيجة للاستيطان الكثيف واستعمال المبيدات الكيماوية التي أبادت العديد من حيوانات وطيور بلادنا كالنسور التي كانت تعشش بكثرة في سفوح وادي القرن وغيره من الوديان ذات الصخور الشاهقة ومن الكواسر أيضا طير العقاب والغراب الأسود الفاحم وطير الشوحة هذا ما عدا العشرات من الطيور المغردة التي لم يعد لها أثرا بعد أن كانت تملأ المروج والجبال في كل مكان ولذلك وجب علينا أن نحافظ على البيئة الطبيعية ونمتنع عن تلويثها كما يجب علينا الامتناع عن صيد الحيوانات والطيور المهددة بالانقراض لأن حياة الكثير من النباتات والحيوانات متشابكة ويعتمد الواحد منها على الآخر بحيث يكون كل نوع عبارة عن حلقة في سلسلة الحياة الطبيعية التي ما زلنا نجهل الكثير عن أسرارها. 
  

Tuesday 15 March 2016

ديانة قدماء المصريين

ديانة قدماء المصريين


الديانة في مصر القديمة كانت تدعو إلى مكارم الأخلاق منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة. 
يعتقد العديد من الناس أن الوصايا العشر التي ذكرت التوراة بأن موسى استلمها من الله مكتوبة على لوحين من حجر هي أرقى ما توصل إليه الإنسان في الحث على الأخلاق الحميدة التي تحفظ السلم الأهلي وتصون الحقوق.
نجد في ما يلي الوصايا التي يعلن الميت أمام الآلهة بأنه لم يخالفها والتي وجدت مكتوبة على برديّة من عهد الأسرة الثامنة عشرة في مصر القديمة (1550- 1292 قبل الميلاد)، وهي من أكثر الأسر المصرية المعروفة، تضم عددًا من الفراعنة الأكثر شهرة في مصر، ومنهم توت عنخ آمون وحتشبسوت وأخناتون.
أخدت المادة من كتاب “الديانة الفرعونية” للمختص في تاريخ مصر القديمة السير واليس بدج.

لم أظلم أحدا 
لم أسطُ على مال أحد
لم اعتدِ على أحد 
لم أسرق مال أحد
لم أقتل رجلا أو امرأة
لم أطَفِّف مكيالا
لم أخدع 
لم اختلس شيئا
لم أكذب قط
لم أسلب أحدا ماله
لم أنطق بفاحش الكلام
لم اغتصب طعام أحد
لم أمارس الغش يوما
لم أفقد صوابي يوما
لم أغزُ أرض غيري
لم أذبح حيوانا من أملاك الله
لم أُبَوِّر أرضا محروثة
لم أتدخل في ما يعنيني مما يسبب الأذى
لم أغضب دون سبب
لم أزن بأنثى أو ذكر
لم ألوِّث نفسي
لم أضاجع زوجة غيري
لم أُرهِب أحدا
لم أسعَ في الخلاف بين الناس
لم أصمّ أذني عن كلام الصواب والحق
لم أكن سببا في بكاء أحد
لم أمارس العنف يوما
لم أقم بعمل طائش
لم أثقب جلدي وما اعتديت على الإله
لم أتكلم أكثر مما يجب
لم أحتل ولم أفكر بشر
لم أعكّر ماء جاري
لم أُعجب قط بكلامي
 لم أشتم الله يوما
لم أتصرف قط بغطرسة
لم أحابي أحدا
لم أجمع ثروتي سوى بجهدي
لم أحتقر الآلهة

من كتاب السير واليس بَدْج Sir Ernest Alfred Thompson Wallis Budge  “الديانة الفرعونية” كما تظهر لنا من بردية "آني". ترجمة نهاد خياطة.

عصام زكي عراف

Monday 22 February 2016

توماس فريدمان الحقيقي

توماس فريدمان الحقيقي


تجدون في ما يلي مقال ترجمته عن الإنچليزية يتقصى فيه الكاتب مواقف الصحفي الشهير توماس فريدمان ويكشف حقيقته:


فريدمان يقول لدونالد ترمب: الدمار والبطش من بنات أفكاري أنا.



مقال بقلم جيم نوريكاس Jim Naureckas عن الصحفي الشهير توماس فريدمان الذي يكتب في صحيفة نيويورك تايمز قرأته قبل مدة واحتفظت به حتى تتيسر لي ترجمته.

تحت عنوان: توماس فريدمان لا يعجبه التهديد بالقصف الشديد عندما يأتي التهديد من أحد غيره.

في مقال له بتاريخ 9-12-2015انتقد توماس فريدمان بشدة دونالد ترمپ وعدم إلمامه الكافي بالمسالك الخفية للسياسة الخارجية بقوله:

“حسنا، قد يكون [ترمب] ممن يجيدون عقد الصفقات لكنه لم يصل بعد إلي مستوى حيتان لاعبي البوكر بخمس ورقات. كراهيته الشديدة للمهاجرين والتي يرددها باستمرار وتهديده الصبياني بالقصف العنيف لمواجهة التحديات الراهنة في الشرق الأوسط لا تصلح لمثل هذه اللعبة المصيرية”.

ويتساءل الكاتب: من أين جاء دونالد ترمب بهذه الأفكار الصبيانية؟

ويجيب: كأحد سكان نيويورك فإن من المرجح أنه يقرأ صحيفة “نيويورك تايمر”

تعالوا لنرى ماذا كتب توماس فريدمان في الماضي:

بتاريخ 31-1-1998 كتب: لا خيار لنا سوى قصف العراق مرة بعد مرة بعد مرة حتى يستسلم صدام حسين أو يثور الشعب العراقي عليه ويعزله من منصبه.

بتاريخ 19-1-1999 كتب: علينا أن نقصف محطة توليد كهربائية كل أسبوع بحيث لا أحد من المواطنين يعلم متى يكون لديه تيار كهربائي

بتاريخ 24-3-1999 كتب: يجب أن يعم الظلام في بلچراد يجب أن ندمر كل شبكات الكهرباء وشبكات المياه والجسور والشوارع وجميع الصناعات الحربية. يجب نبث الدمار في عاصمتهم بحيث نعيدهم عشر سنوات إلى الخلف كل أسبوع. إذا أرادوا دمار زلزال 1950 فسنقدمه لهم وإذا أرادوا كارثة 1398 (هزيمة ساحقة أمام العثمانيين بقيادة السلطان مراد الذي قتل في تلك المعركة) فسيكون لهم ذلك أيضا. إثنا عشر يوما من القصف الانتقائي لن تجعل الصرب يستسلمون لكن إثنا عشر أسبوعا من القصف العشوائي قد يجعلهم يعيدون نظرهم في مواقفهم وأهدافهم، أعطوا للقصف الفرصة.

بتاريخ 29-10-2001 قال فريدمان عن الحرب في أفغانستان: شعاري هو، أعطوا الحرب فرصة، دعونا جميعا نأخذ نفسا عميقا ورددوا جميعا ورائي: أعطوا الحرب فرصة هذه هي أفغانستان.

بتاريخ 13-10-2001 قال: اعترضت على سياسات وزير الدفاع دونالد رامسفيلد في ما مضى، غير أن هناك شيئا واحدا يعجبني فيه ألا وهو أن فيه شيء من الجنون، نعم في هذا الرجل شيء من الجنون وفي هذه الحرب هم يعتمدون دائما على كونهم أشد جنونا منّا ولذلك أنا سعيد بوجود شخص مثل رامسفيلد يستطيع أن يفوقهم جنونا بحيث أن لا أحد يستطيع أن يتوقع فعاله، وأنا أقول: هذا هو الرجل الذي يعجبني.

بتاريخ 13-2-2002 الكثير من السياسة الخارجية لفريق بوش (الإبن) لا يروق لي، لكن إصرارهم على إعادة الهيبة لقوة الردع الأميركية وأنهم يتصرفون بجنون مثل بعض أعدائنا. بهذه السياسة هم مصيبون.

بتاريخ 30-5-2003 قال فريدمان في مقابلة مع تشارلي روز: لم يكن لدينا مفر من غزو العراق. لم يكن لدينا بديل عن استعمال العصا الغليظة، ولم يكن سوى طريقة واحدة للقيام بذلك وهي أن يذهب رجالنا ونساؤنا من بيت إلى بيت من البصرة إلى بغداد وأن يقولوا لكل عراقي بكل وضوح: نحن مصممون على حماية مجتمعنا مهما كلفنا ذلك.

كان بوسعنا أن نغزو العربية السعودية أو باكستان لو شئنا ولكننا اخترنا غزو العراق لكونه الأسهل لنا.

بتاريخ 13–1-2009 كتب عن القصف الإسرائيلي لغزة ولبنان في ما قبل: كان رد الفعل الإسرائيلي باستعمال سلاح الجو لتوجيه ضربة بعد ضربة لحزب الله دون أن تستهدف المدنيين عمدا ولكن لإحداث أكثر ما يمكن من الضرر والخراب للبنية التحتية. لم يبد ذلك مريحا للنظر ولكنه كان منطقيا. كانت الرسالة التي وجهتها إسرائيل لحزب الله، العدو الذي لا يملك دولة ولكنه ينتشر بكثافة بين السكان تقول: “سنسبب لكم أكبر قدر من الخسائر في المصالح والممتلكات التي توفر العيش لأعضاء حزب وسنقتل من المدنيين الذين يوفرون الرزق لأعضاء حزب الله بحيث يكون ذلك رادعا لكم في المستقبل من التعرض لإسرائيل”.

يقول جيم نوريكاس: توماس فريدمان إنسان خسيس ومثال نمطي لمثيري الحروب الذين يرددون دائما:

“أقتل جميع الذين لا يوافقونك الرأي”.

هذه هذ الذهنية السائدة لدى عامة الأميركيين. هذه الذهنية التي أدت إلى مقتل ثلاثة وثلاثين ألف مواطن أمريكي بسلاح مواطنيهم من الأمريكيين ناهيك عن قتل المواطنين بيد الشرطة وقد فاق عددهم عدد جميع ضحايا العنف والانتحار في كثير من الدول.

أمنيتي في عيد الميلاد القادم أن يخترق صاروخ “ذكي” تائه من طائرة بدون طيار نافذة مكتب توماس فريدمان لنرى ماذا سيقول.



من يرغب في قراءة المصدر يجده على الرابط التالي:



http://fair.org/home/friedman-goes-after-trump-hey-massive-bombing-was-my-idea/