Saturday 2 August 2014

ناصر جرجس العيسى



أسماء وأحداث منسية: ناصر جرجس العيسى (1887-1965)



ولد الشاعر ناصر جرجس العيسى سنة 1887 في قرية الرامة في الجليل في شمال فلسطين أنهى دراسته الابتدائية ثم التحق بدار المعلمين الروسية في الناصرة وبعد تخرجه منها عُيَّن مديرا للمدرسة الروسية في قرية بينو في قضاء عكار وبعد ذلك مديرا للمدارس الروسية في كل من بلدتي منيارة وكسبا في شمال لبنان.
عاد بعد نهاية الحرب العالمية الأولى إلى مسقط رأسه ثم عمل معلما في بيت لحم ثم في ثانوية عكا للبنين.
أحيل على التقاعد عام 1943 ولكن مديرية المعارف بفلسطين احتفظت به أستاذًا للعربية بثانوية عكا تقديرًا لنجاحه في التدريس، وظل يدرس حتى اقتلعته حرب 1948 في فلسطين.
عمل في العراق (1948) معلمًا للأدب العربي في المدرسة الثانوية بمدينة الحلة لمدة عشر سنوات، ورحل عنها (1958) إلى طرابلس الشام.
توفي في منطقة الكورة في لبنان سنة 1965.
ذكر لي الأستاذ الصديق صفوت عودة (أبو يوسف) من ترشيحا، وكان من تلاميذه، أن الشاعر دخل عليهم غرفة التدريس في ثانوية عكا للبنين وهو متجهم الوجه وأخذ يذرع الغرفة ذهابا وإيابا أمام الطلاب وهو صامت ثم توجه إلى طلابه قائلا:
أسألوني ماذا بك، لماذا لا تسألوني؟
فقال الطلاب: ماذا بك يا أستاذ؟
فأجاب: لقد أذيع في الأخبار اليوم أن شرق الأردن أصبحت مملكة، هل تعلمون ما يعني هذا الإعلان؟ هذا يعني أن الثمن سيكون فلسطين!
عندما أطلق المعلمون في المدارس الفلسطينية شعر ذقونهم احتجاجا على سياسات حكومة الانتداب كان الشاعر من الذين شاركوا في الاحتجاج، وفي أحد الأيام دخل غرفة التدريس وهو حليق الذقن فرأى وجوه الطلاب تطفح بالأسئلة فأنشدهم الأبيات التالية:
وقفت أمام مرآتي أناجي ***** بها وجها كثيف الشعر كاسف
وقلت أيا مليحة أخبريني: ***** أأحلق شعر ذقني أم أجازف
هنالك مبدآن: ثبات حرٍ ***** وحكم الظالمين من الزعانف
تجهم وجهها الصافي وقالت ***** رأيتك يا أخا الآداب خائف
ألست الشاعر المقدام تلقي ***** قصائد ثائرات كالعواصف
وتلهب كل عقل عبقري ***** وتحيي ما استمات من العواطف
فقلت بلى ولكني جبان ***** وإنَّ الجبن في أهل المعارف
إيضاح:
أهل المعارف هم المدرسون في المدارس الحكومية أيام الانتداب البريطاني على فلسطين لأن ما يطلق عليه اليوم اسم وزارة التربية والتعليم كانت تدعى في ذلك العهد "وزارة المعارف".
عصام زكي عراف