Monday 31 May 2021

فؤاد جرداق

 


فؤاد سجعان جرداق (1915-1965)
من مواليد بلدة مرج عيون في جنوب لبنان درس في مدرسة بلدته ثم في دير المخلص لكنه ترك الدير وتابع دراسته في المعهد الزراعي في بلدة سليمة في سوريا وتخرج بشهادة هندسة زراعية من المعهد.
عمل في وزارة الزراعة لفترة ثم تركها إثر مشادة مع مديره وانصرف للتعليم فعمل مدرسًا في مدارس عدة منها الجامعة الوطنية في بلدة عاليه، الثانوية الوطنية في جديدة مرجعيون وثانوية بيروت الوطنية، كما عمل في الصحافة.
كان جريئا في كل ما كتب يقول رأيه دون وجل، وقد قبض عليه وأودع السجن أكثر من مرة.
من الجدير بالذكر أن الشاعر جورج جرداق مؤلف الأغنية الشهيرة “هذه ليلتي” التي لحنها محمد عبد الوهاب وغنتها أم كلثوم، هو الأخ الأصغر لفؤاد وقد رعاه فؤاد وعلمه وله الفضل الكبير في نبوغه الشعري.
في القصيدة التالية يصف حال وطنه (ومعظم الأوطان العربية) وصفا بليغا موجعا.
لا أعرف على وجه الدقة عدد أبيات القصيدة بكاملها فقد جمعتها من عدة مصادر أهمها مخطوطة كتبها الصديق العزيز الشاعر نايف سليم نقلا عن رفيق في الحزب الشيوعي اللبناني يدعى أبو نبيل التقاه في برلين.
وطن سراحين الذئاب تسوسه
ماذا يُدِرُّ لشعبه تقديسه
صَمَتَ الأُلى أهل الحصافة والنهى
وتفرّدت بالرأي فيه تيوسه
لم يكف لندنه وما فعلت بنا
اسطنبوله في الجور أو باريسه
عبثت به أيدي الجناة كما به
دبّت جراثيم الخنوع وسوسه
ولقد تطير من الأسى أرواحه
وتثور من جور الولاة نفوسه
هذا بلفَّتِهِ يلفُّ له الأذى
والخبثُ خبَّأه له قَلنوسه
فيَتِلُّه لأمامه محموده
ويشدُّه لورائه طنّوسه
إذ يدَّعي أن الإله سميره
وسواه إبليس اللعين جليسه
كذب الجميع مشعوذين وقد سرت
عن مثلهم غرر الهدى وشموسه
فالكائنات لها إله واحد
قد جل عن إدراكهم ناموسه
وزراؤه أوزاره ناءت بهم
من شدة الألم المبرِّح عيسه
وكذاك نواب البلاد نوائب
نزلت فزاد من الأذى كابوسه
تنساب في جلساته أذنابه
وتظل في شعب الوهاد رؤوسه
وطن بلا عرض بلا طول بلا
عمق بلا جرم فكيف أقيسه
المال عند بخيله والسيف عند
جبانه والمومسات تسوسه
بالحق من بعد العنا اعترفت لنا
برلينه وتنازلت باريسه
قل للمكابر بالحقائق إننا
حزب مخضَّبة الحديد عروسه
فالثورة الحمراء أنجع خطة
لنجاح شعب كافر قديسه
جَلَساته أي أماكنه المرتفعة

No comments:

Post a Comment