من صميم الواقع (المر)
التقيت به عَرَضا عند أحد أصدقائه ودار الحديث حول شؤون الساعة وحول قضايا أخرى فكان له في كل شأن رأي، وبين آرائه وبين الحقائق التي تمت للمواضيع بصلة بون شاسع ولكنه يتحدث بثقة توحي للسامعين أنه يلم بالموضوع إلماما شاملا وليس عليهم سوى أن يحفظوا ما قاله ويرددوه على مسامع الآخرين لينتشر نور العلم بين ظهرانينا.
سألته بعد أن أتيح لي الكلام:
من أين لك كل هذه المعلومات وهذه الآراء؟
أنا مشترك في صحيفة “يديعوت أحرونوت” وأقرؤها باستمرار.
ولكن هذه الصحيفة تخدم عقيدة سياسية بعينها فهل تجهل ذلك؟
أنا استطيع أن أميّز بين المقالات والأخبار المُغرِضَة وبين الصحيحة.
كيف ذلك؟
أنا أيضا أشاهد الفضائيات الإخبارية وأستمع إلى الإذاعات.
وهل تثق بكل ما تشاهده وتسمعه؟
لم لا؟ هل يمكن للإنسان أن يكذِّبَ عينيه؟
وكيف لك أن تعلم بأن ما شاهدته أو سمعته ليس ملفقا؟
وهنا احتد محدثي وقال:
هل تريدني أن لا أقرأ ولا أشاهد ولا أسمع؟
أجبته على سؤاله بسؤال:
كم كتابا قرأت منذ أن أنهيت دراستك الجامعية؟
لم أقرأ شيئا.
هل تعني أنك منذ تركت الجامعة منذ أكثر من ربع قرن لم تقرأ كتابا واحدا؟
نعم، وما العيب في ذلك؟
أظنك تستطيع قراءة العربية والعبرية، أليس كذلك؟
نعم أستطيع.
نشرت عدة كتب بالعبرية في السنوات الأخيرة أحدثت الكثير من الاهتمام والتعقيب وقد ترجم بعضها للعربية أتظنها لا تستحق القراءة؟
أي كتب تقصد؟
كتب شلوموه زاند “متى وكيف أُنشِأ الشعب اليهودي”، “متى وكيف أُنشِأت أرض إسرائيل” وكتب هليل كوهين وإيلان پاپِه وأڤراهام بورچ وبيني موريس وغيرهم كما أن هناك العديد من الكتب العربية الجديرة بالقراءة مثل كتب محمد حسنين هيكل والياس خوري وأحلام مستغانمي وغيرهم.
أنا لم أسمع بهذه الكتب إلا الآن.
هذا الجواب يصدق فيه القول “عذر أقبح من ذنب”
بقي أن أذكر أن حضرته مدرس ثانوية منذ أنهى دراسته الجامعية.
أي جيل من الطلاب سيتخرج على يد مثل هذا الأستاذ؟
معليا في 30-10-2015
No comments:
Post a Comment