Wednesday, 20 February 2013

دمعة وعهد



دمعة وعهد

نظمت الأبيات التالية، وفاءً وعرفانا للأخ العزيز، الخالد الذكر، الدكتور الياس شوفاني، أبي هند، ابن قرية معليا الجليلية، وابن العروبة البار، وهو الباحث والمؤرخ، والعلامة، الذي رحل عنّا، مأسوفا عليه، في دمشق، في السادس والعشرين من كانون الثاني لهذه السنة 2013 وخلّف في الحلق غصة، وفي القلب لوعة لا تزولان.

لدمعي اليومَ أرخيتُ العِنانا             ففاض على الخُدودِ وما توانَى
وما فاضت دموعُ العين إلّا             لِخَطبٍ في دمشقٍ قد دَهانا
نَعَى النّاعي أبا هندٍ إلينا              فَرانَ الحزنُ وارْبَدَّت سَمانا
ولو جَفَّت مَآقي العُربِ طُرًّا             لِجَمرٍ في الجوانح قد كَوانا
لَما وفَّت أبا هندٍ حقوقاً                 ولا وفَّت أبا هند امتِنانا
فقدنا اليوم فذّاً ألمعيّاً                  أبِيّاً ماجِداً يأبى الهَوانا
بشوش الوجه وضاح المحيا            كريم الأصل صرحاً في علانا
فكم هزَّ المنابِرَ إذ عَلاها               يصوغ القولَ دُرّاً أو جُمانا
وحَيَّته الحواضِرُ واشرأبّت             له الأعناقُ تَرْتَشِفُ البَيانا
يُنافِحُ عن بَني الأوطان جَمعاً          ويُفحِمُ بالأدلِّةِ مَن رَمانا
بِلِسْنٍ مثل حَدِّ السَّيف صَرْماً          تَخِرُّ له الجَبابِرُ مِن عِدانا
وكم بزَّ الكُماةَ لسانُ حُرٍّ              وما عرف السُّيوفَ ولا السِّنانا
أبا هندٍ رحلت اليومَ عنّا              وخلَّفتَ القلوب لك مكانا
أبا هندٍ لك في كل ساحٍ              يدٌ طولَى وفَضلٌ لا يُدانى
أبا هندٍ شغلت الناس دهراً           وأدَّيتَ الرِّسالةَ والأمانَه
فكُنت الفارسَ المِقدامَ دَوماً            وفيك من المَناقِبِ ما سبانا
وكان يراعُك السيّالُ نَبعاً             فَغَذَّيتَ العقول بما كَفانا 
أبا هندٍ لك الميثاقُ منّا               بِأن تنمو بذورُك في حِمانا
سنغرس روحَك المعطاء فينا          ونُرويه بدمٍّ من دِمانا
ليبقى ذكرُك المعطار ناراً             َنذودُ بها إذا الداعي دعانا 
نضيءُ بها الطريقَ إذا ادْلَهَمَّتْ       ليالينا ولا هادٍ هَدانا
سنُحيي ذِكرَكَ مع كلِّ شمسٍ         تُطِلُّ من الشآم على رُبانا
فجاوِر غوطَةَ الفَيْحا قَريراً            فقد زانَت مَعاليك الجِنانا

عصام زكي عراف
معليا، الجليل الغربي 
يوم الأحد، العاشر من شباط لسنة 2013

No comments:

Post a Comment