فؤاد سجعان جرداق (1915-1965)
هل ومتى ستكف الأقلام المأجورة والضمائر المرتهنة عن التضليل
" داؤود الفلسطيني وجوليات اليهودي"
إلى روح الصديق العزيز والأخ الكريم
محمد حسين نفاع
المناضل الصلب الذي ما لان يوما ولا حاد عن المبادئ السامية التي سار عليها طيلة حياته
لا تَلُم عَيني إذا الدمعُ جرَى
لا تلُمها إن جَفَا جَفني الكرى
ذَرَفَت عينايَ دمعًا ساخنًا
لِعَزيزٍ ضَمَّهُ حِضنُ الثَّرى
كانَ لي خيرَ صديقٍ وأخٍ
لَن تَجِد مثلَهُ ما بينَ الوَرَى
عاشَ في الدُّنيا شِهابا ثاقِبًا
يَغمُرُ الآفاقَ فكرًا نَيِّر
زاهدٌ في عيشِهِ لا يَبتغي
من مَتاع العَيشِ إلا الأيسَرا
همُّ أهلِ الأرضِ طُرًّا هَمُّهُ
لا يُبالي أبيَضًا أم أسمَرا
فِكرُهُ الوهّاجُ يَهدي غافِلًا
زاغَ عن دربِ الهُدى أو عَثِرا
رايةُ الثَّورةِ في قَبضَتهِ
تُلهِبُ الأرجاء لونًا أحمَرا
يحمِلُ التَّنوير في جَعبَتِهِ
يَنثُرُ العيدانَ ما بينَ القُرى
باليَراعِ الفَذُّ كم أهدَى لنا
جَدولًا عَذبًا وكرمًا مُثمِرا
يَغرِفُ الظَّمآنُ من سَلسَلِهِ
فَيُعيدُ العَقلَ حوضًا مُزهِرا
يقطـفُ الـمُرتادُ من أثمارِهِ
أحرُفًا كالصبحِ لمّا أسفَرا
كانَ في الساحاتِ ليثًا زائرًا
يُحكِمُ القولَ يَزينُ الِمنبَرا
لا يُحابي ظالمًا في غِيِّهِ
لو جَنَى التبرَ وحازَ الدُّرَرا
لا يذوق النوم إلا بُلْغَةً
يَقطَعُ الأميالَ سَيرًا وسُرَى
يذرَعُ الطُّرقات صيفًا وشِتا
غُدوَةً في سهلها والوعِرا
سِيَرُ الأجدادِ يَستَلهِمُها
تدفَعُ الكَيدَ إذا خَطبٌ عَرا
عشق الجرمقَ عشقًا جامحًا
فغدا في قلبِه مُستَعمِرا
كَفُّهُ المِعطاءُ روَّى سفحَه
فاستَحالَ السفحُ لونًا أخضَرا
نَم في ثَرَى الجَرمَقِ يا خَيرَ أخٍ
وطِئَت أقدامُهُ تِلكَ الذُّرى
عَهدُكَ فرضٌ عَلينا صونُهُ
عَهدُ حُرٍّ ينبغي أن يُنصرا
غَرسُكَ الطَّيِّبُ لن نُهملَهُ
سوف نرويه زلالًا كوثَرا
أنت نَـفَّاعٌ ومن سيرَتِك
تَقبِسُ الأجيالُ نورًا للسُّرى
عصام زكي عراف
معليا
الجليل الغربي
مطران جديد، فهل من جديد؟